خصائص الحضارة الإسلامية ومميزاتها


إن المتأمل لخصائص الإسلام – التي تقوم عليها حضارته الروحية والعلمية والبنائية – يجد جمعًا بين نقاء النفس البشرية لخالقها وحسن توجهها، وبين الارتكاز على قوانين منطقية في تيسير الحياة والقيام بأعباء الرسالة وتبليغها، وتعهد الله – سبحانه – بنصر المؤمنين .

ويمكن رصد خصائص الحضارة الإسلامية في : الربانية، العالمية، والشمولية الإنسانية، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، ومتطورة، كما تتمتع بالإخاء والتسامح، ومعطاءة، وتدعو إلى العلم والعمل، ومتوازنة، وتتميز بالوسطية والعدل، والأمانة، والجهاد:

 

1- الحضارة الإسلامية حضارة ربانية :

يرتبط معنى أن (الحضارة  الإسلامية حضارة ربانية) بالفكرة الإسلامية كلها، وتقوم الفكرة الإسلامية في مسألة الفعل البشري، على أساس أن الله – تعالى – قد فتح الحرية للإنسان ابتداء؛ لكي يصنع تاريخه الفردي والجماعي، ولكي يشكل مصيرهما معًا؛ اعتمادًا في وجوده على قوى العقل والإرادة، والانفعال الحسي والحركة، والإنسان بدوره عندما يستخدم حريته، إنما يعتمد على مقدمات لا يمكنه الاستغناء عنها بحال : الزمن، التراب، ثم التعاليم والنظم، والقيم، والأعراف، والتقاليد، وضعية كانت أم دينية، ويبلغ التداخل والتشابك بين إرادة الله وإرادة الإنسان.

فالتجربة الفردية أوالجمالية، إنما تجيء منبثقة عن طبيعة التجربة مشكلة بشكلها، حاملة بصماتها، مستمدة غذاءها ودماءها.

فإذا كان الكل يسير بإرادة الله، فإن إرادة الله لا تنفي إرادة البشر، ومن ثم مسئوليته عما يفعل، وما دام العبد لا يطلع على علم الله، وما قدرُ له في الأزل، وما تعلقت به إرادة الله – سبحانه – وما لم تتعلق به، فإن أعماله التي تصدر عنه، تكون عن إرادة لها، وقصد إليها، واختيار وحرية في القيام بها

" بيصار، محمود : العقيدة والأخلاق وأثرهما في حياة الفرد والمجتمع، ط 1، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية 1968م ص 149 – 150."

 

وهكذا لا يعني أن حضارة الإسلام حضارة ربانية، أنها تتم بيد الله – سبحانه وتعالى – بمعزل عن وعي البشر، وإنما معناه أنها تتحقق بجهد البشر، وإرادتهم وسعيهم وكدهم وخطئهم وصوابهم، فالحياة كلها عبادة، والأرض كلها مسجد.

وإذا كان الله – تعالى - هو الذي يرزق عباده، على نحو ما يتردد كثيرًا في كتاب الله الكريم، فإن ((تكفل الله رزق عباده، إنما هو في إيداعه موارد الرزق في الكون، وأسباب كسبه في الإنسان، وفي تنظيمه لتوزيع هذه الأرزاق، عن طريق الأديان والشرائع، وعلى الإنسان الإفادة من نعم الله المادية والروحية، لإحسان كسب هذه الأرزاق، وإحسان تداولها واقتسامها))" ميرزا، محمد حسين : الإسلام وتوازن المجتمع، تحقيق فتحي عثمان، رقم (35) من سلسلة الثقافة الإسلامية، دار الثقافة العربية للطباعة، ذو القعدة 1381هـ، مابو 1962م ص 16. "

 

إنها حضارة إيمانية انبثقت من العقيدة الإسلامية، فاستوعبت مضامينها وتشربت مبادئها واصطبغت بصبغتها، فهي حضارة توحيدية انطلقت من الإيمان بالله الواحد الأحد، البارئ المصور، مبدع السماوات والأرض، الأول، والآخر، الباطن والظاهر، خالق الإنسان والمخلوقات جميعًا، هي حضارة من صنع البشر فعلًا، ولكنها ذات منطلقات إيمانية ومرجعية دينية، كان الدين الحنيف من أقوى الدوافع إلى قيامها وإبداعها وازدهارها، ولقد تفردت الحضارة الإسلامية بكونها الحضارة العالمية التي تبلورت وازدهرت في ظل المرجعية الدينية، فلم يكن نهوضها وازدهارها كغيرها على أنقاض الدين، وعمل الثورة على الدين كما حدث في أوروبا إبان عصر النهضة .

فهي قائمة على الإيمان، الإيمان بالله ورسله وملائكته، وكتبه واليوم الآخر، وهذا ما فضلها عن سائر الأمم : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ] [ آل عمران: 110 ].

فهي حضارة قائمة على الإيمان بوحدانية الله ونبوة محمد – صلى الله عليه وسلم – فالإله الواحد لا إله غيره هو القادر، وهو الخالق وهو المصور، وهو القابض، وهو الرافع، كل هذه المفاهيم جعلت من عقول أصحابها عقولًا سامية لا تفكر بالمنحدرات وصغار الأمور، ومحقراتها، هذا السمو في فهم الوحدانية كان له أثر كبير في رفع مستوى الإنسان وتحرير البشر من طغيان الملوك والأشراف، والأقوياء ورجال الدين، وتصحيح العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، وتوجيه الأنظار إلى الله وحده وهو خالق الخلق ورب العالمين، فلا إله إلا الله محمد رسول الله هي روح الإسلام من شهد بها دخل الإسلام، ومن نأى عنه نور الإسلام، والإسلام قد أعلن الحرب على الوثنية منذ بذوغ شمسه، وحتى قيام الساعة .

فجملة القول أن الربانية هي صلة الإنسان بربه من خلال العبادات التي فرضها الله، وهي كلها تحقيق للربانية ((ولكون الشريعة اتسمت بالربانية، وبأن الله هو مصدرها، فهي مبرأة من كل نقص، لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا بينت حكمها، وجاءت خالية من كل جور وهوى، ولا تفرق بين الناس لمنصب أو جاه، ولذا اكتسبت أحكامها هيبة واحترامًا في نفوس المؤمنين بها حكامًا كانوا أم محكومين دون قسر لهم، أو إكراه لهم)) " كامل، عبد العزيز : الإسلام والعروبة في عالم متغير، الكويت، سلسلة (كتاب العربي) رقم 22 يناير 1989م ص 129 ."

 

2- الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية:

ومعنى (إنسانية) الحضارة الإسلامية، هو أنها رغم (ربانيتها) تتم بجهد البشر، بما زودهم به (ربهم) من مواهب وملكات وإمكانيات، في (جو عام) نظيف يتيح لهذه المواهب والملكات والإمكانيات، أن تأتي بخير الثمار، وأن تأتي للإنسانية كلها بالخير والأمن والرفاهية، لا بالتسلط والعدوان والبغي، ولا بالظلم والهوان، كما فعلت كل حضارة غير حضارة الإسلام، فالمجتمع الإسلامي – بانتسابه إلى الإسلام – لم يخرج عن كونه مجتمعًا بشريًّا، يتكون من أفراد، لهم ميول فردية، توحي بها طبائعهم ككائنات حية، لها من فطرتها غرائز مختلفة بجانب ما تميزت به من قدرة على التفكير" البهي، محمد : الإسلام في حياة المسلم، القاهرة، مكتبة وهبة ط 1، 1977م ص 337 ."

فحضارتنا هي حضارة إنسانية جاءت للإنسان ترفع من قدره، وتحرر من عقله من الانحطاط في التفكير، وتخرجه من الظلمات إلى النور، بعد أن استعبد الإنسان من أخيه الإنسان، فجاء الإسلام وألغى كل هذه الضلالات، وأرسى المساواة بين البشر فلا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا أبيض، ولا أسود إلا بالتقوى : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ][ الحجرات : 13].

فبهذه الدعوة الجامعة احتوى الإسلام كل أجناس البشر، ولم يفرق بين جنس وآخر، فالقرآن حين أعلن هذه الوحدة الإنسانية العالمية على صعيد الحق والخير والكرامة جعل حضارته عقدًا تنتظم فيه جميع العبقريات للشعوب والأمم التي خفقت فوقها راية الفتوحات الإسلامية، ولذلك كانت كل حضارة تستطيع أن تفاخر بالعباقرة الذين أقاموا صرحها من جميع الأمم والشعوب.

لقد ركزت تعاليم الدين الإسلامي على أن الناس جميعًا سواسية في القيمة الإنسانية المشتركة، وأنه لا فضل لإنسان على آخر إلا بكفايته وعمله وخلقه ودينه، لذا فإن من أسس الحضارة الإسلامية : أنه لا فرق بين عرق وعرق، ولا لون ولون، ولا بين ناطق بلغة وناطق بأخرى، لمجرد اختلاف الأعراف، أو الألوان، أو اللغات، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وأن أباكم واحد، إلا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)) " ابن حنبل ، أحمد : المسند رقم (22978) ."

وأن الناس كلهم متساوون في أصل الإنسانية، وإن اختلفت أفرادهم في الخصائص والهيئات الفكرية والنفسية والجسدية فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ((إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفسها النتن))

"أبو داود ، السنن ، كتاب الأدب، باب التفاخر بالأحساب رقم الحديث (5116/18)"

3- حضارة الإسلام حضارة عالمية وشمولية:

من خصائص الحضارة الإسلامية أنها عالمية الأفق والرسالة، فالقرآن الكريم أعلن وحدة النوع الإنساني، رغم تنوع أعراقه ومنابته، ومواطنه، في قوله – تعالى - : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ][ الحجرات : 13].

إن القرآن حين أعلن هذه الوحدة الإنسانية العالمية على صعيد الحق والخير والكرامة جعل حضارته عقدًا تنتظم فيه جميع العبقريات للشعوب، والأمم التي خفقت فوقها راية الفتوحات الإسلامية، ولذلك كانت كل حضارة تستطيع أن تفاخر بالعباقرة من أبناء جنس واحد، وأمة واحدة، إلا الحضارة الإسلامية، فإنها تفاخر بالعباقرة الذين أقاموا صرحها من جميع الأمم والشعوب، فأبو حنيفة ومالك والشافعي، وأحمد، والخليل وسيبويه والكندي والغزالي والفارابي، وابن رشد، وأمثالهم ممن اختلفت أصولهم، وتباينت أوطانهم ليسوا إلا عباقرة قدمن فيهم الحضارة الإسلامية إلى الإنسانية أروع نتاج الفكر الإنساني السليم .

فعالمية الرسالة الإسلامية تكون بعدم اختصاصها بجنس من الأجناس البشرية، وبعدم انحصار تطبيقها في إقليم خاص، أو بيئة معينة، وبامتدادها أزمانًا طويلة، تخلد فيها بعد العصر الذي فيه، وبدون ذلك لا يتحقق معنى العالمية في أي دعوة" الخطيب، سليمان : أسس مفهوم الحضارة في الإسلام، القاهرة، الزهراء للإعلام العربي ط 1، 1986م ص "201.

 

فلما كانت هذه الرسالة ذات هدف عالمي شامل كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – مأمورًا بأن يخاطب بها الناس على وجه العموم، دون تفريق بين قوم وآخرين، فكل من بلغته دعوته فهو داخل في عموم خطابه، سواء عاصر رسالته أم جاء بعدها، سواء نطق بلغته أم لم ينطق بها .

كما أنها عالمية؛ لأنها تعد الإنسان لمستقبل خالد، والاعتقاد بإله واحد.

فإذا نظرنا للحضارات السابقة على الإسلام فنجدها وقد عرفت كل الحواجز التي أقامتها بين الفئات المختلفة من رعاياها .

فالحضارة الرومانية فرَّقت في الحقوق بين سكان روما وسكان سائر إيطاليا، ثم بين الرومان، وسائر رعايا البلاد المفتوحة، وبين الذين خضعوا للإمبراطورية ومن كانوا خارجها الذين دعتهم (برابرة) أما حضارة الإسلام فقد أزالت الحواجز النفسية والمكانية بين أبنائها في مختلف أنحاء العالم فكانت بحق إنسانية عالمية .

فالحضارة الإسلامية مفتوحة الحدود، ممتدة الأرجاء، شاملة كل ما في الحياة من مجالات تقدم وارتقاء، في أسسها الفكرية والنفسية والمادية، فهي لا تحدها حدود ضيقة من الفكر، فتحجبها عن أي كمال من الكمالات، ولا تحدها حدود ضيقة من النفس فتحصرها ضمن الدوائر الأنانية العنصرية، أو القومية، أو الطبقية، ولكنها منفتحة الحدود النفسية، انفتاحًا مقرونًا بالتحريض على الانطلاق إلى الأبعاد الإنسانية كلها، تحمل إليها المحبة والرحمة([1]).

4- الحضارة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان:

لما كانت الحضارة الإسلامية عالمية شمولية وإنسانية فإن مقتضى ذلك أن تكون صالحة للتطبيق في كل البيئات الإنسانية، وأن تكون كذلك صالحة عل مر الأزمان باعتبارها رسالة السماء الخاتمة لكل الرسالات، فلا تحدها حدود مكانية، ولا حدود زمانية فكل مكان من الأرض هدف لإقامة الحضارة الإسلامية عليه، وكل زمان من الدهر هدف لإقامة الحضارة الإسلامية فيه.

ويمكن توضيح مدى هذه الصلاحية إذا تتبعنا الأسس العقائدية والتشريعية والأخلاقية التي جاء بها الإسلام والتي قامت عليها الحضارة الإسلامية، وبهذا تتوافر لنا أدلة موضوعية واضحة الدلالة على صلاحية هذه الحضارة لكل زمان ومكان([2]).

ففي مجال الاعتقاد والتشريع والأخلاق نجد الحقائق التالية :

1- أن الله – سبحانه وتعالى – واحد لا شريك له، ولا معبود سواه.

2- أن الله خالق هذا الكون ومبدعه على هذا النحو المعجز من حيث الدقة والنظام والتوازن والعلاقات وخلق الإنسان .

3- أن الله – سبحانه وتعالى – سخر هذا الكون بما فيه للإنسان، وزود هذا الإنسان بالطاعات النفسية، والعقلية، والجسدية لاستغلال ما فيه من خبرات .

4- أن الإسلام سن من التشريعات والقوانين ما يناسب فطرة الإنسان، وما تستقيم به حياته وجاءت تشريعاته قاطعة مفصلة في المجالات التي يعجز العقل البشري عن الاجتهاد النافع فيها .

5 – أن الحضارة الإسلامية حضارة أخلاقية للقيم الفاصلة فيها، والنشاط الإنساني محكوم بهذه القيم .

6- أن الإسلام ترك للعقل الإنساني حرية الإبداع والابتكار في مجال استغلال خيرات هذا الكون، مع وضع ضوابط إنسانية تحكم هذا السلوك من الانحرافات المنافية للفطرة الإنسانية .

5- الحضارة الإسلامية متطورة:

لما كانت رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات السماوية، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – خاتم الرسل، فإن من الضروري أن تكون الحضارة القائمة على هذه الرسالة حضارة متطورة تستطيع أن تسع كل تطورات الحياه الإنسانية، بحيث تواجه ما يجده في حياة البشر من تطورات في شتى المجالات، ولا تقف جامدة أمام متغيرات الحياه البشرية في واقعها الفردي والاجتماعي، ولذلك أقامت أساس تشريعاتها، وقوانينها، وآدابها، على أصلين ثابتين هما:

الكتاب والسنة، فترى المبادئ والأصول الكلية جميعها تعود إليهما، ومن ثم فإن علماء المسلمين في استجابتهم لدعوة الله قاموا بوضع الكثير من قواعد التشريع وأصوله، ليواجهوا ما يجد في حياة الناس من وقائع وقضايا، مما لم يرد فيه نص قاطع من الكتاب والسنة، وكذلك اجتهد المسلمون في مواجهة متغيرات الحياة اجتهادًا واسعًا؛ استجابة لدعوة الخالق لهم لأعمال العقل والنظر في الكون من حولهم .

وقد حث النبي – صلى الله عليه وسلم – بعض أصحابه على اجتهادهم في بعض شئون الحياة، فعن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل – رضي الله عنه - : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن، قال: ((بم تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال : أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صدره، وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله))([3]).

وفي غزوة بدر أشار أحد أصحابه – رضوان الله عليهم – أن يغير الرسول – صلى الله عليه وسلم – موقع جيش المسلمين فوافق الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأنفذ تلك المشورة، وعلى هدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – سار أصحابه من بعده، وتبعهم علماء المسلمين، فلم تصادفهم واقعة، ولم توجد أمامهم حادثة إلا وكان لهم فيها رأي، واجتهاد، ومواجهة للتحديات العصرية، لذا فنجد أن الحضارة الإسلامية ثبتت أمام التحديات التي لو واجهتها أية حضارة أخرى لانتهت إلى زوال، فقد بنى المسلمون هذه الحضارة الإسلامية وصنعوا التاريخ الإسلامي في ظل أشرس التحديات، فلقد حررت فتوحاتهم الإسلامية الأولى الشرق من القوى الاستعمارية القديمة الفرس والروم، ثم قهر المسلمون أطماع الحروب الصليبية التي دامت قرنين من الزمن، وعلى أيديهم تمت الهزيمة الأولى للمغول الذين أبادوا الأخضر واليابس، بل استطاعوا أن يدخلوا كثيرًا منهم في الإسلام، وفي العصر الحديث قهروا أطماع أوروبا الاستعمارية، واليوم يصنع المسلمون تاريخًا من الصمود والمقاومة ضد أحلام الإمبريالية الأمريكية في العراق وشريكتها الصهيونية في فلسطين، ساعين إلا إلحاقها بمصير الغزاة والمستكبرين .

وسر هذا التماسك في القرآن الكريم، هذا الكتاب الخالد جمع الأمة الإسلامية على مرِّ العصور، ومهما ضعفت فإن الله يقيض لها على رأس كل قرن من يجدد لها دينها طالما كان بينهم كتاب الله، يقول – تعالى - : [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] [ الأنبياء: 92].

ومن هنا حرص أعداء الإسلام على أن يطعنوا الأمة في موقع قوتها، وذلك بعزلها عن كتاب الله، ففي البلاد التي تتكلم بلغته حاولوا عزلها عن التطبيق لمفاهيمه وتحويله إلى شعائر تتلى فيها المآتم، أما البلاد التي تتكلم بلغات أخرى، وكانت حروفها عربية فقد حرصوا على تبديل الحرف العربي الذي يربطها بالقرآن، وإدخال حروف أجنبية تمهيدًا لعزلها عن مصدر (الشخصية الجماعية لأمة القرآن) .

6- الحضارة الإسلامية معطاءة:

إنها حضارة معطاءة، أخذت واقتبست من الحضارات والثقافات الإنسانية التي عرفتها شعوب العالم القديم، وأعطت عطاء زاخرًا بالعلم والمعرفة والفن الإنساني الراقي، وبقيم الخير والعدل والمساواة والفضيلة والجمال، وكان عطاؤها لفائدة الإنسانية جمعاء، لا فرق بين عربي وعجمي، وأبيض وأسود، بل لا فرق بين مسلم وغير مسلم، سواء أكان من أتباع الديانات السماوية والوضعية، أم ممن لا دين لهم من أقوام شتى كانوا يعيشون في ظل الحضارة الإسلامية .

7- الحضارة الإسلامية حضارة العلم والعمل:

لقد عني الإسلام عناية كبيرة بالعلم، وأن أولى آيات القرآن تحث على التعليم، قال – تعالى - : [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ] [ العلق : 1-3].

وقد أكد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فضل السعي في طلب العلم: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)) ([4]).

فالعلم يمثل مقومًا مهمًّا من مقومات البناء الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات لما يترتب عليه مفاهيمه وتطبيقاته من آثار واضحة على مسيرة الإنسان الحضارية([5]) .

وإذا كانت الحضارة بنت العلم، والعلم هدف يسعى المسلم إليه من واقع كتابه الذي آمن به، وتعاليم رسوله – صلى الله عليه وسلم – الذي اهتدى به، فليس ثمة شك في أن العلم يدفع إلى الإبداع والتفكير، وكل من التفكير والإبداع ينبت حضارة، وينشئ معرفة تحتاج إلى عمل واجتهاد .

وكما أن الحضارة الإسلامية حضارة علم فهي كذلك حضارة تدعو إلى العمل والاجتهاد [إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا] [ الكهف: 30] .

ولولا ذلك لما خرج من ظل الإسلام كل هؤلاء العلماء الذين أثروا البشرية جمعاء بعلمهم واكتشافاتهم التي لا زالت تدرس في الجامعات العالمية حتى اليوم .

8- الحضارة الإسلامية حضارة متوازنة:

لقد خلق الله – سبحانه وتعالى – الإنسان من مادة وروح، وأمدَّه بكل أسباب الحياة من جانبيها المادي والروحي، فهيأ للجسم البيئة الصالحة التي يعيش فيها على وجه الأرض، وهيأ – سبحانه – للجانب الروحي غذاءه من الوحي الذي نزل إلى الإنسان على يد الرسل، فالإنسان في مفهوم الحضارة الإسلامية هو ذلك الكائن المادي والروحي، وأن حياته الصالحة المستقيمة هي تلك التي يراعى فيها هذا الجانب وذلك، ويظهر جليًّا في تعاليم الإسلام وتشريعاته، فإلى جانب الدعوة إلى الإيمان والحرص على العبادة، نجد الدعوة إلى الأخذ بالأسباب المادية للحياة([6]) .

وعلى هذا الأساس أقام المسلمون صرح الحضارة الإسلامية بمعطياتها الروحية والمادية، وحققت للإنسانية أقصى درجات طموحها في تلك العصور، التي كان فيها العالم من حولها يعيش خواء روحيًّا، وأخلاقيًّا، وتخلفًا واضحًا في صناعة الحياة، فكل نشاط مادي له غاية أخلاقية، وفيه جانب روحي.

فقد وازنت الحضارة الإسلامية بين الجانب الروحي والجانب المادي في حياة الإنسان، فلا يطغى أحدهما على الآخر، فكما يدعو القرآن الكريم إلى العبادة فإنه كذلك يدعو إلى العمل وطلب الرزق، وهو لم يفضل أحدهما على الآخر [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا] [البقرة : 143].

فالإسلام يدعو إلى الوسطية في حياة المسلم، فلا يقبل المرء على الحياة الدنيا، وينسى الحياة الآخرة، ويتمادى في شهوته، ولا يقبل على الحياة الآخرة، وينسى الحياة الدنيا، فلا يأخذ نصيبه منها كيف، وقد استخلف الله الإنسان في هذه الأرض حتى يعمرها ويبنيها، فإن أعرض عن ذلك فهو لم يدرك غاية خلقه، ووجوده في هذه الدنيا .

لذا فإن التوازن نجده واضحًا في الأخلاقيات الإسلامية، التي تقوم على اتقاء كل ما حرم الله – تعالى – وضبط النفس، وكظم الغيظ، ومراقبة الله وعدم معصيته كما نجده قاعدة التوازن في معالجة الإسلام في مختلف القوى في الإنسان بين الرغبات والضوابط وبين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين الترف والحرمان، فهو لا يقر المادية المغرقة، ولا الروحانية المطلقة، ولا يقر الرهبانية المفرطة، ولا الانحلال من ربقة الشريعة([7]).

9- الحضارة الإسلامية حضارة الوسطية والعدل:

وأما الوسطية فتمثل في مظاهر عدة منها أن الإسلام ليس عقيدة مادية، تنطبق عليها المقاييس المادية، وليس عقيدة روحية تتصل بالرؤى والمعجزات، وإنما الإسلام عقيدة تقوم على المادة والروح معًا .

والوسطية سمة لهذا الدين، بنيت في ضوئها التشريعات الإسلامية [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا] [البقرة : 143]. وقد جعل الله – تعالى – هذه الأمة في منزلة وسطى بين المنزلتين، فلا هي إلى الغلو المفرط، ولا هي إلى التهاون المفرط، ويمكن لنا أن نرصد مظاهر أخرى للوسطية في العقيدة الإسلامية الواحدة، وفي العبادات والتيسير فيها، وفي المعاملات وصورها، وفي التدرج في أحكام الشريعة، وفي السلوكيات الإسلامية التي ترفض التشدد، وفي توجيهات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وكل جزئية منها تحتاج إلى بسط وتفصيل، لكن مقامها ليس هنا([8]).

والتوسط في الدين الإسلامي له أسسه وركائزه، كما أن له منهجه القويم الذي يتفق مع الطبيعة البشرية التي فطر الله الناس عليها .

فقد ألزمت أسس الحضارة الإسلامية قادة المسلمين، وقضاتهم، وحكامهم بمراعاة العدل في المعاملة بين المسلمين، دون تمييز بين عناصرهم، وفئاتهم وطبقاتهم .

فالمسلمون كلهم سواء أمام الحق، وبين يدي القضاء، وإيجاد فرص العمل المتكافئة للجميع وفي اقتباس العلم والمعرفة، فالتفاضل الذي تدعو إليه الحياة يقوم على التمايز بين الأفراد بخصائصهم الفردية الفطرية والمكتسبة([9]).

وصور العدل في الإسلام كثيرة، منها العدل في مجال حق الحياة، والعدل في مجال الحكم ، والعدل في المعاملات، والعدل في الحقوق والواجبات :

10- الحضارة الإسلامية حضارة الأمانة العلمية:

لما كان المسلمون والعرب هم الأوائل في اكتشاف العلوم، وكان لهم الفضل في الكثير من الاكتشافات العلمية التي بخست منهم زورًا وبهتانًا، وتم نسبة هذه الاكتشافات إلى غيرهم من العلماء غير العرب، وغير المسلمين، وفي حين كان العرب والمسلمون يقومون بترجمة الكتب إلى العربية من اليونانية والفارسية، كانت هذه الكتب منسية عند أصحابها آنذاك، فعلى الرغم من ذلك فإن هذه الكتب والمؤلفات التي قاموا بترجمتها، والتي لهم الفضل في إبرازها، وإخراجها من طيات النسيان، لم تعرف هذه الكتب إلا بأسماء مؤلفيها الفعليين، وكتابها الحقيقيين .

فلما نسب الغرب فضل اكتشاف الدورة الدموية الصغرى إلى هارفي بدلًا من ابن النفيس، وهو مكتشفها أصلًا كانت كتب علماء اليونان التي نسيها أصحابها، وربما لم يعلموا بها نسبت كلها إلى كتابها، وهذا ما يبرز الأمانة العلمية لدى المسلمين .

تميزت الحضارة الإسلامية عن غيرها من أنواع الحضارات بأنها حضارة أمانة مطلقة، فعندما قام علماء المسلمين بترجمة ونقل الكثير من علوم اليونان والفرس، والهنود وغيرهم، فإنهم لم ينسبوا ما نقلوا لأنفسهم، وإنما إلى أصحابه الذين نقلوا عنهم، فهم يقولون : إن هذا الأمر عند جالينوس كذا، وإن أرسطو قال كذا، عملًا بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) ([10]).

وهنا يبدو الفرق واضحًا بين رواج الحضارة الإسلامية من ناحية، وعلماء اليونان الذين نقلوا كثيرًا عن غيرهم، ونسبوه إلى أنفسهم من ناحية أخرى .

11- الحضارة الإسلامية حضارة الجهاد:

وأما فريضة الجهاد فهي أعظم صورة لليقظة، والتأهب والاستعداد والمرابطة حفاظًا على كيان الدعوة الإسلامية في الداخل، وتبليغها في الخارج، ورغم أن الإسلام دين يقوم على السلم فإن القتال له بواعثه ومواقفه [كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ] [البقرة : 216]، فالمسلم حامل رسالة، ولا يعطي الذلة في دينه، ولذا رفع الإسلام من منزلة الشهيد وجعلها لا تطاول، وبهذا الفهم فتح المسلمون البلدان وجاهدوا وأقاموا حضارتها.

ثم تعهد الله بالنصر، في انتصار الحق على الباطل، إذا ما أخذ المسلمون بالأسباب، واعتمدوا على الله، دون أن تأخذهم ثقة أو غرور [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ] [ الحج : 39] [وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ] [الحج : 40] [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ] [ الروم : 47] [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] [ محمد: 7] .

وحديثنا المتقدم عن الخصائص السابقة هو تقديم للأهم، ولا نجد كثير صعوبة في الربط بين هذه الخصائص، فالتوحيد أمر متصل بالبناء العقائدي للأمة، وبيان لمناط التوجه في هذا الدين، وفي إطار من البناء العقائدي القويم نجد توازنًا في جوانب التشريع والأخلاقيات والنفس البشرية، ونجد توسطًا في التشريعات وفي المنهج الإٍسلامي، ثم يأتي الجانب الحركي والتبليغي لرسالة التوحيد بما حوته من توازن وما اتسمت به من وسطية، وذلك من خلال الجهاد والشهادة، ثم نصره – تعالى – للمؤمنين المجاهدين .

بيد أن خصيصة أخرى نلمحها في الشريعة الإسلامية، وفي هذا القانون الإلهي، وهي خصيصة لا تختلف كثيرًا عما تقدم، وذلك في (الشمول) والذي نجده واضحًا في انتظام الشريعة لكل شئون الحياة من نظم سياسية واقتصادية، واجتماعية وخلقية، وقضائية([11]) .

وكان لهذا الشمول تأثيره العظيم في بناء الحضارة الإسلامية على أسس قوية، على نحو نجد فيه تفصيلًا دقيقًَا لكل جزئيات الحياة، ولكل ما يجري فيها من أحداث، وما يستلزم ذلك من أحكام مفصلة .

فأحكام العقيدة تتناول مسائل الإيمان والتوحيد، وأحكام تتناول الأخلاق وتتصل بالصفات الحميدة التي حثنا الإسلام عليها مثل الصدق والصبر والأمانة .. إلخ، والصفات المرذولة المنهي عنها مثل الكذب، والنفاق والرياء، والخداع والغدر.. إلخ .

وفي الأحكام العملية نجد العبادات بمعناها العام والخاص، والمعاملات التي يقصد بها تنظيم علاقات الأفراد فيما بينهم، وتشمل أحكام الأسرة (الزواج والطلاق) مما يدخل في نطاق (قانون الأحوال الشخصية) والمعاملات المادية (البيع والإجارة والرهن والكفالة) مما يدخل في ( القانون المدني) ثم أمور الشركات والتجارة (القانون التجاري) وأحكام تتناول نظام القضاء والدعوى والشهادة واليمين ( قانون المرافعات) وأحكام تتناول معاملة الأجانب غير المسلمين في الدولة الإسلامية ( القانون الدولي الخاص) وتنظيم علاقة الدولة الإٍسلامية بالدول الأخرى، وعلاقاتهم معًا ( القانون الدستوري) وأحكام تتناول موارد الدولة الإسلامية ومصارفها وتنظيم العلاقات المالية (القانون المالي) فضلًا عن أحكام الجرائم والعقوبات ( القانون الجنائي) .

هذه بعض مظاهر شمول الشريعة الإسلامية في تغطية جميع الجوانب، ويبدو من ذلك قصور القوانين الوضعية في عدم تناولها لمسائل العقيدة والعبادات والأخلاق، وهي المسائل التي تبني الإنسان وتجعله صالحًا ملتزمًا، يجازى على الخير، ويعاقب على الإثم .

 

([1]) حنبكة، عبد الرحمن حسن: أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها، بيروت، دار القلم، ص 33 .

([2]) النجار، مصلح بن عبد الحي: الوافي في الثقافة الإسلامية، دمشق، دار الثقافة، ص 172.

([3])أبو داود : السنن، كتاب الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء، رقم (3592).

([4]) الترمذي : السنن، كتاب العلم، باب فضل طلب العلم، رقم (2646) .

([5])  الخطيب، سليمان: أسس مفهوم الحضارة في الإسلام، القاهرة، الزهراء للإعلام العربي ط 1 1986م ص 261.

([6]) حنبكة، عبد الرحمن حسن: أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها، بيروت، دار القلم، ص 36 .

([7]) عوض، أحمد عبده: الإٍسلام والبعث الحضاري، القاهرة، مركز الكتاب للنشر، 2010م ص 32 .

([8]) لمزيد من التفصيل يرجع في ذلك لدراستنا عن (الوسطية والاعتدالية في الإسلام) القاهرة 1990م حيث تناولنا سمة الوسطية في المنهج الإسلامي، ومفهومها ومظاهرها وتطبيقاتها وغيرذلك .

([9]) حنبكة، عبد الرحمن حسن: أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها، بيروت، دار القلم، ص 143 .

([10]) البخاري: صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق رقم (33).

([11]) سعيد، محمد رأفت : المدخل لدراسة النظم الإسلامية، القاهرة، دار هجر، ص 90 .