هيا بنا.. في جولة بقلب المدينة المنورة


معالم لها وقع بقلب كل مسلم مُوحِّد

المدينة المنورة:

المدينة المنورة.. حينما تقع هذه الجملة على ألسنتنا فإننا فورا وبلا أي استئذان نجد صداها في قلوبنا، وينطلق خيالنا ليعلن بداية وصف عاطفي وعصف ذهني لما قد شاهدناه أو ما نتمنى أن نشاهده في هذه البقعة المباركة.

 

إنها منطقة تحتل قدسية غريبة في قلوب المسلمين على وجه التحديد؛ لما لها من بعدٍ ديني وتاريخي، حيث يقترن ذكر المدينة المنورة بنشأة الدولة الإسلامية الأولى، وتعتبر المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، حيث اتخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - داراً للأمة الإسلامية بعد الهجرة النبوية، فهي دار الإيمان والفرقان.

 

 هي حاضنة تراث المسلمين، احتضنت المسجد النبوي «مسجد النبي صلى الله عليه وسلم»، وفيها قبره الشريف، ومن المدينة المنورة انبعثت مبادئ الإسلام بعد استقرار الدولة الإسلامية إلى الناس كافة.

 

من قلبها عقد لواء المسلمين الذي أذن بعد ذلك بتوحُّد الجزيرة العربية آنذاك للمرة الأولى في التاريخ، وأهمها مصر والعراق والشام وبلاد فارس؛ لتصبح بعد ذلك القبائل العربية منظّمة على هيئة أمةٍ واحدةٍ تُحقّق وعد الله عز وجل على يديها، وبها ازدهر التاريخ العربي حتى أصبحت تلك الأمة جديرة بحمل هذه الرسالة المُتألّقة جيلًا بعد جيل.

 

دعونا نأخذكم في جولة سياحية، وليست جولة عادية بل يكفيها شرفا أنها من أرض داستها أقدام رسول الله –صلى الله عليه وسلم.

  • المسجد النبوي:

إنه مسجد الحبيب محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم- يعد ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة، ضمن ثلاث مساجد تشد لها الرحال من أي بقاع الأرض.

 

  • موقعه:

 يقع المسجد النبوي في قلب المدينة المنورة، بعد أن بركت فيه ناقة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- عندما جاء إلى المدينة مهاجراً.

  • الشكل:

مستطيل، يضم عشرة مآذن كما يضم العديد من المعالم، أبرزها منبر النبي، الروضة، الحجرة، الحائط المخمس، والقبة الخضراء والتي يوجد تحتها قبر النبي.

  • مسجد قباء :

 وقباء هو أول مسجد بني في عهد الإسلام بأسره، يقع المسجد في جنوب غربي المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كيلومترات، وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة.

 جدير بالذكر أنه يقوم على إمامة المسجد حاليا الشيخ صالح بن عواد المغامسي والشيخ محمد عابد محمد الحافظ.

 

  • أجرُ عمرة:

ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يزور مسجد قباء ويصلي فيه، وفي رواية فيصلي فيه ركعتين.

وهو في يوم السبت آكدٌ ناويا التقرب بزيارته والصلاة فيه لحديث ابن عمر قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين. وفي رواية : أنه صلى فيه ركعتين. رواه البخاري ومسلم.

ويستدل على ذلك أيضا بالحديث الشريف، عن أسيد بن الحضير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : صلاة في مسجد قباء كعمرة. رواه الترمذي وغيره، قال الترمذي : هو حديث حسن صحيح. انتهى.

  • مسجد القبلتين:

مكانه بالطرف الغربي من المدينة المنورة ويشتهر ببياضه الناصع، كما يُرى في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة.

بالتحديد على طريق خالد بن الوليد و تقاطعه مع شارع سلطانة، "المركز التجاري في المدينة المنورة".

 قريب جداً من الدائري الثاني "طريق الملك عبد الله" من جهة الغرب.

 مساحة المسجد: 3920 م2 تعلوه قبتان الأولى قطرها 8 م والثانية 7 م والارتفاع مايقارب 17 م لكل منهما.

 

لماذا سمي بـ«القبلتين»؟

يعود سبب التسمية إلى جماعة من المسلمين في عهد النبي كانوا يصلون تجاه المسجد الأقصى، ثم مر منادي خلفهم يصيح ويخبرهم أن الوحي قد نزل على النبي بتحوبل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام.

 قال تعالى في محكم التنزيل: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة 144. وبالفعل قام الصحابة بتحويل وجهوهم واجسادهم شطر المسجد الحرام بمكة.

 

أُحُد الجبل.. وشهادته لابتلاء المسلمين:

يطلُّ على المدينة المنوّرة من الشمال، ومشهور بوقوع غزوة أحد تحت سفحه بين المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث هزيمة المسلمين عقب عدم تنفيذ المسلمين لخطة الرسول الكريم، ضد أعدائهم القرشيين من مكة سنة " 3 هـ، 62 م" .

تكوينه الجيلوجي يثبت أنه جبل جرانيتي أحمر اللون، يقع إلى الشمال من المدينة على بعد 4 كم من الحرم الشريف، ويمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ويبلغ طوله 7 كم وعرضه ثلاثة كيلومترات تقريبا.

 أعلى قمة بالمدينة وتقع عند سفحه "مقبرة الشهداء" التي دفن فيها قتلى المسلمين يوم أحد، حيث كان بينهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وهو أسد الله وأسد رسوله وهو أحد أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة.

 وقد تمنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لو كان مع الشهداء في تلك المقبرة عند سفح جبل أحد، فالناظر إلى جبل أحد من الأعلى يرى أنه يشكل اسم محمد.

طهارة البقيع:

تحدد مساحته بقرابة مائة وثمانين ألف متر مربع؛ كما يضم البقيع عظام ورفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين.

 

إنها المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد عليه من الله أفضل الصلوات والتسليم، وجدير بالذكر كونه أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سورهِ، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام، ولا يزال مقبرة تضم جثمان المسلمين كما كان في سابق عهده.